وماذا لو كان الحُب العربي الابن الشَّرعي للخـوف؟
أول خوف هو خوفنا من الحُبّ نفسه. نتبرأ من الحب، كما لو كان شُبهَة
وانتماءً إلى حزب محظور.
نتستّر على عواطفنا، بينما يباهي كبار اللصوص بثرواتهم المسروقة من جيوبنا،
ولا يستحي القَتَلة ومغتصبو الأوطان من العيش محترمين بيننا.
نُخفي اسم مَن نحب بحذر مَن يتستّر على اسم فدائي، أو مطلوب للعدالة. ذلك
أنَّ الحبّ العربي سيظل بالنسبة إلى الكثيرين مجازفة بالحياة وبالمستقبل
وبالشرف، وضرباً من العمليات الانتحارية.
لذا، لايزال سؤال نزار جديراً بالتأمُّـل: «كيف يمكننا تأسيس حضارة ونحنُ
نستعمل المسدسات الكاتمة للحُبّ؟».
لكن مأساتنا مع الحُبّ لا تنتهي عند أعدائه، بل تمتد إلى أتباعه.
فالمحبُّون هم أيضاً أعداء أنفسهم، وأعداء مَن يحبّون. لذا، كما يقول
إبراهيم الكوني: «الذين هلكوا بأيدي الأخلّاء أضعاف مَن هلكوا بأيدي
الأعداء»!
ذلك أنّ دوائر الخوف تُطوِّق العاشق العربي إلى ما لا نهاية. فنحنُ نخاف
مَـن نُحبّ، ونخاف عليه، ونخاف منه علينا. لكننا نحبه لأننا نخاف العنوسة
والشيخوخة والوحدة والمجهول والمرض والضَّجَـر والموت.. موتنا الحَتْميّ،
وموتنا لفرط موت الحب. ونخاف على حبنا من الآخرين، ونخاف من الزمان على
الحب، ونخاف الحب في كل زمان وفي كل الحالات، حتى ونحن في ذروة سعادتنا،
ونذهب إليه على طريقة عبدالحليم، مرعوبين لفرط فرحتنا. ممسكين بيدٍ يَــدَ
الحبيب، وبالأُخرى قلبنا.. «خايف ومشيت وأنا خايف.. إيدي في إيدك وأنا
خايف.. خايف على فرحة قلبي...».
والخوف في عِــزّ السعادة من السعادة، حالة لَـعَـمْـري عربية، ننفرد بها
حصريّـاً بين الأُمم، بحُكم ثقافة الخوف التي رضعناها، والتي تُحوِّل حتى
مباهجنا إلى مناسبة لتَوجُّس الكوارث وإيقاظ المخاوف، بهدر اللحظات النادرة
للسعادة في التفكير في المصائب التي قد تَلِيها.
ولأنّ مَن يتوجَّس المصائب يكاد يَقلَق لعدم حدوثها، غالباً ما تُحقِّق لنا
الحياة نبوءاتنا الكارثية.
وعندها، تَصدق كل أغاني الحب العربية التي تبارك الخيبات، ونبكي حظّنا،
وعبدالحليم يواصل مَـوَّالـه «رميت الورد طَفيت الشمع يا حبيبي/ والغنوة
الحلوة مَلاَها الدَّمع يا حبيبي/ وفي عِزّ الكلام سكت الكلام/ واتريني
ماسك الهوا بإيديّ....»!
لا أدري لماذا تتردَّد كثيراً هذه الأيام أغنية «زي الهوا» على معظم
الإذاعات اللبنانية.
كلّما وقعت عليها غيَّرت الموجَة، حتى لا ينتهي بي الأمر إلى تصديق أنَّ
الخيبة قدر عاطفي، والخوف من السعادة نبوءة صادقة .
أول خوف هو خوفنا من الحُبّ نفسه. نتبرأ من الحب، كما لو كان شُبهَة
وانتماءً إلى حزب محظور.
نتستّر على عواطفنا، بينما يباهي كبار اللصوص بثرواتهم المسروقة من جيوبنا،
ولا يستحي القَتَلة ومغتصبو الأوطان من العيش محترمين بيننا.
نُخفي اسم مَن نحب بحذر مَن يتستّر على اسم فدائي، أو مطلوب للعدالة. ذلك
أنَّ الحبّ العربي سيظل بالنسبة إلى الكثيرين مجازفة بالحياة وبالمستقبل
وبالشرف، وضرباً من العمليات الانتحارية.
لذا، لايزال سؤال نزار جديراً بالتأمُّـل: «كيف يمكننا تأسيس حضارة ونحنُ
نستعمل المسدسات الكاتمة للحُبّ؟».
لكن مأساتنا مع الحُبّ لا تنتهي عند أعدائه، بل تمتد إلى أتباعه.
فالمحبُّون هم أيضاً أعداء أنفسهم، وأعداء مَن يحبّون. لذا، كما يقول
إبراهيم الكوني: «الذين هلكوا بأيدي الأخلّاء أضعاف مَن هلكوا بأيدي
الأعداء»!
ذلك أنّ دوائر الخوف تُطوِّق العاشق العربي إلى ما لا نهاية. فنحنُ نخاف
مَـن نُحبّ، ونخاف عليه، ونخاف منه علينا. لكننا نحبه لأننا نخاف العنوسة
والشيخوخة والوحدة والمجهول والمرض والضَّجَـر والموت.. موتنا الحَتْميّ،
وموتنا لفرط موت الحب. ونخاف على حبنا من الآخرين، ونخاف من الزمان على
الحب، ونخاف الحب في كل زمان وفي كل الحالات، حتى ونحن في ذروة سعادتنا،
ونذهب إليه على طريقة عبدالحليم، مرعوبين لفرط فرحتنا. ممسكين بيدٍ يَــدَ
الحبيب، وبالأُخرى قلبنا.. «خايف ومشيت وأنا خايف.. إيدي في إيدك وأنا
خايف.. خايف على فرحة قلبي...».
والخوف في عِــزّ السعادة من السعادة، حالة لَـعَـمْـري عربية، ننفرد بها
حصريّـاً بين الأُمم، بحُكم ثقافة الخوف التي رضعناها، والتي تُحوِّل حتى
مباهجنا إلى مناسبة لتَوجُّس الكوارث وإيقاظ المخاوف، بهدر اللحظات النادرة
للسعادة في التفكير في المصائب التي قد تَلِيها.
ولأنّ مَن يتوجَّس المصائب يكاد يَقلَق لعدم حدوثها، غالباً ما تُحقِّق لنا
الحياة نبوءاتنا الكارثية.
وعندها، تَصدق كل أغاني الحب العربية التي تبارك الخيبات، ونبكي حظّنا،
وعبدالحليم يواصل مَـوَّالـه «رميت الورد طَفيت الشمع يا حبيبي/ والغنوة
الحلوة مَلاَها الدَّمع يا حبيبي/ وفي عِزّ الكلام سكت الكلام/ واتريني
ماسك الهوا بإيديّ....»!
لا أدري لماذا تتردَّد كثيراً هذه الأيام أغنية «زي الهوا» على معظم
الإذاعات اللبنانية.
كلّما وقعت عليها غيَّرت الموجَة، حتى لا ينتهي بي الأمر إلى تصديق أنَّ
الخيبة قدر عاطفي، والخوف من السعادة نبوءة صادقة .
الخميس نوفمبر 04, 2010 3:41 am من طرف همسة حنين
» أحاديث صحيح البخارى ( الجزء الرابع ) حجازى رشاد المحامى
الأربعاء أغسطس 11, 2010 7:58 am من طرف همسة حنين
» فاروق جويدة .. في عينيك عنوانى
الأربعاء أغسطس 11, 2010 7:43 am من طرف همسة حنين
» قصة الورزاء الثلاثة
الأربعاء أغسطس 11, 2010 5:51 am من طرف نسمة أمل
» أحاديث صحيح البخارى ( الجزء العاشر ) حجازى رشاد المحامى
الإثنين أغسطس 09, 2010 11:15 am من طرف حجازى رشاد المحامى
» أحاديث صحيح البخارى ( الجزء التاسع ) حجازى رشاد المحامى
الإثنين أغسطس 09, 2010 11:03 am من طرف حجازى رشاد المحامى
» أحاديث صحيح البخارى ( الجزء الثامن ) حجازى رشاد المحامى
الإثنين أغسطس 09, 2010 10:13 am من طرف حجازى رشاد المحامى
» أحاديث صحيح البخارى ( الجزء السابع ) حجازى رشاد المحامى
الإثنين أغسطس 09, 2010 9:27 am من طرف حجازى رشاد المحامى
» أحاديث صحيح البخارى ( الجزء السادس ) حجازى رشاد المحامى
الإثنين أغسطس 09, 2010 9:13 am من طرف حجازى رشاد المحامى